Sexual life Among people diagnosed with autism spectrum disorder
In Moroccan society (Practical experience).
نوح رابي . جامعة القاضي عياض – مراكش.
ملخص:
يتناول هذا المقال بشكل نظري ظاهرة نفسية اجتماعية بالمجتمع المغربي ، والحديث هنا عن الحياة الجنسية و المراهقة عند المشخصين باضطراب طيف التوحد والتي تعتبر نفقا مظلما يقود لهاوية مثقلة بالغموض و سوء الفهم من طرف الأخصائيين و الاسرة الحاضنة و مؤسسات المجتمعككل ، فالمشخص باضطراب طيف بالتوحد يعيش حالة نمطية قاتمة ، ومنعزلة تجعله في قوقعة هو مالكها الوحيدويعرف اسرارها وحده ، يرفض رفضا قاطعا أن يشاركه احد فيها، يجد صعوبة في التواصل بين اقرانه و البيئة التي يعيش و يتعلم فيها.
لكن إن باشرنا الحديث عن المشخص باضطراب طيف التوحد لكونه إنسان أولا ، فله غرائز فطرية مثلنا تماما وحقوق كونيةمشتركة ، وإن قلنا أن الأطفال بدون توحد يصلون لمرحلة تسمى مرحلة البلوغ و المراهقة حيث تبدأ غرائزهم الجنسية في الاستيقاظ وفي فرض ذاتها ووجودها، فهم يلجؤون إلى مختلف الطرق لفض ذلك الكبت الجنسي، فمنهم من يحاول السيطرة على غرائزه الجنسيةوتهديبها، والبعض الأخر يفضل إشباع تلك الرغبة بطريقته الخاصة (الممارسة الجنسية المباشرة او العادة السرية ..)، لكنهم يشتبهون في نقطة واحدة، ألا وهي السرية التامة ثم الاحتشام.
أما المشخص باضطراب طيف التوحد المراهق، لا يعرف معنى السرية ولا الاحتشام، ولن يكبح شهواته في الخفاء، وإنما هو يستعمل الشفافية في كل حركة يصنعها، لا يبالي ولا يكترث أو بالأحرى لا يعرف الصح من الخطأ، وطبعا لن يقوم بالسؤال عن الأصح، لذا تبقى غرائزه للعموم وقتما أراد الوصول للذة يصل دون مبالاة.
وبالنسبة للسلوك الجنسي، فقد تبين أن النضج الجنسي يحدث العديد من المشكلات السلوكية لدى المراهقين المشخصين بالتوحد ، ومع أن بداية البلوغ تتطلب تكيفاً وخاصة لدى الإناث، إلا أن العالم وينج Winge قد قرر ان هذه التغيرات يمكن تقبلها بسهولة بعد إعطائهم دروساً تربوية جنسية مبكرا في هذا الجانب، من جهة أخرى فإن ازدياد الدافع الجنسي لدى الذكور منهم يحدث قلقاً وإرباكاً لديهم خاصة وأنهم يعانون من عجز في العديد من المهارات الاجتماعية التي تمكنهم من التكيف مع هذا الوضع الجديد.
Abstract :
The sexual life of apers on diagnosed with autism spectrum disorder is a basement that leads to an abyssladen with mystery. The person diagnosed with autism lives in a stereotypical, fatal and isolated state that puts him in a shell of which he is the sole owner. He absolutely refuses to shareitwithanyone, with no communication. There are light years of isolation betweenhim and his normal peers. But if westarttalking about the persondiagnosedwithautismspectrumdisorderbecauseheis a humanbeinglike all otherhumanbeings, he has innate instincts justlike a normal humanbeing, and if wesaythatchildrenwithoutautismreach a stage called adolescence wheretheirsexual instincts begin to awaken and assertthemselves and exist, thentheyresort to variousmethods. Ways to break thissexualrepression. Some of themtry to control theirsexual instincts, whileothersprefer to satisfythatdesire in theirownway, but theydoubt one point, whichiscompletesecrecy and thenmodesty. As for the adolescent diagnosedwithautismspectrumdisorder, hedoes not know the meaning of secrecy or modesty, and hewill not suppresshisdesires in secret. Rather, he uses transparency in everymovementhemakes. He does not care or care, or rather, hedoes not know right fromwrong, and of course hewill not askwhatis right, soitremainsHis instincts are for the general public, and wheneverhewants to achievepleasure, hereachesitwithout care. As for sexualbehavior, it has been shownthatsexualmaturity causes manybehavioralproblems in adolescents diagnosedwithautism, and although the beginning of pubertyrequires adaptation, especially for females, the scientistWingedecidedthatthese changes canbeeasilyacceptedaftergivingthemeducationallessons in this aspect. On the other hand, the increase in sexual drive among males causes anxiety and confusion for them, especiallysincetheysufferfrom a deficit in many of the social skillsthatenablethem to adapt to this situation.
- تقديم :
ان التغييرات النفسية و الجسمية التي تصاحب سن البلوغ عند المشخصين باضطراب طيف التوحد هي شبيهة تماما بالتغييرات التي تطرأ عند جميع الاطفال المغاربة ، الاختلاف الكبير الملاحظ إكلينيكيا هو عدم قدرة المراهقين المشخصين باضطراب طيف التوحد على التعبير وفهم هذه التغييرات في مختلف جوانبها الجنسية و النفسية و الادراك الاجتماعي لها وطرق التعامل معها سواء من طرفه او من طرف الاسرة أو حماية نفسه ، في هذه المرحلة يبدأ توتر الاسرة و الاخصائيين الذين يشتغلون معه ، حول طرق تدبير هذه المرحلة و التغييرات التي تطرأ عليه ، و حمايته من الاعتداء الجنسي، و التصرفات التي تقلقهم بالشارع او المدرسة الدامجة ، و غير المتوافقة اجتماعيا ، ولهذا تلعب التربية الجنسية المبكرة لاضطراب طيف التوحد دورا مهما في تهذيب السلوك و التصرفات غير اللائقة مستقبلا في مرحلة البلوغ ، ووضع برنامج تدريبي تربوي وتوعوي في برامج المؤسسات المعنية في تأهيل وتربية الاطفال في وضعية اعاقة ، و للأسف البرامج المغربية سواء المدرسية الدامجة او مؤسسات الرعاية الاجتماعية او الاعلامية لا تتوفر على هذه الرؤية التربوية المندمجة ، مما يجعل وسائل التواصل الاجتماعي او الشارع هو المتحكم في توجيه هاته السلوكيات مستقبلا الى مألات مجهولة .
فإلى أي حد تساهم التربية الجنسية المبكرة في تهذيب الحياة الجنسية لدى المشخصين باضطراب طيف التوحد بالمؤسسات التعليمية و الاسرية و الاعلامية المغربية ؟
- مرحلة البلوغ لدى المشخص باضطراب طيف التوحد:
تعتبر مرحلة البلوغ أكثر المراحل حرجا على الأسرة ، وصعوبة على المشخصين باضطراب طيف التوحد، فهو سيتعرض لتغير جدري في جسمه ونبرة صوته و شعر العنى …. ، وهذا التغير قد يسبب له التوتر وحالة عدم الاتزان و عزلة تامة او تمردا على البيئة الحاضنة ، ولتفادي هذا كله يجب التمهيد لهذه المرحلة مند الطفولة.
ومنه هناك عدة نقاط وتعليمات يجب الالتزام بها وإتباعها قبل الوصول إلى مرحلة البلوغ وهي:
- التأكد من اعتماد المشخص باضطراب طيف التوحدعلى نفسه في دخول المرحاض وكيفية تحرّكه ضمنه بشكل صحيح بدءاً من جلوسه ثم قضاء حاجته واستخدام المياه للتغسيل والتنظيف ثم رفع ثيابه الداخلية والخارجية وأخيراً غسل يديه بالماء والصابون وتنشيفها.
- التأكد من استقلاله و اعتمادهعلى نفسه عند الاستحمام وكيفية استخدامه الصابونوالمياه.
- التأكد من معرفته كيفية ارتداء ملابسه الداخلية والخارجية بشكل صحيح مع كيفية تعامله مع السحابات والأزرار.
- كما يمكننا تعليم التوحدي كيفية استخدام مزيل العرق والعطور.
- وضع برنامج رياضي متخصص منذ سن مبكر لتصريف الطاقة الجنسية نحو الهوايات و التسامي بها.
- تعزيز الانشطة الاجتماعية و المشاركة الدامجة في الحياة العامة .
فكلما تم تعليم وتأهيل الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد مبكرا، كل هذه النقاط مند الطفولة يسهل الأمر عليه في مرحلة المراهقة، ولن تكون لهذه المرحلة مضعفات خطيرة.
أما إن باشرنا الحديث عن الفتاة المشخصة باضطراب طيف التوحد في مرحلة المراهقة وعلاقتها بالدورة الشهرية، فإن الأمر لا يأخذ مسارا مغايرا عن الفتاة بدون توحد ، إلا أن الاستثناء هاهنا يكمن في الطريقة السوية لتوصيل وشرح هذه المرحلة للفتاة المشخصة بالتوحد، فهي لن تقوم بطرح السؤال عن ماهية الدورة الشهرية، ولن تخبر أمها بقدوم الدورة، لذا فإن هذه المرحلة هي مرحلة حرجة تستدعي التدريب والتهيئة لها منذ الطفولة عن طريق التقليد والملاحظة، بداية من التهيئة النفسية مرورا بالتدريب على النظافة الشخصية ثم استعمال الفوط الصحية، ومنه سيقل خوفها من هذه المرحلة وستتأقلم مع الوضع.
بالإضافة إلى ما تقدم، يمكن الإشارة إلى أن في مرحلة المراهقة وما يطرأ على الطفل التوحدي من تغيرات نفسية وجسدية، ترتفع لديهم القوة الجسدية والعدوانية بشكل مروع، فيقومون بممارسة سلوكيات عدوانية قاصية اتجاه الآخر أو اتجاه الأشياء المحيطة بهم مرورا بأنفسهم، فهذه العدوانية تأخذ طابعها الشرس خلال البلوغ.
فمرحلة المراهقة لا تعرف تغيرات جسدية ونفسية فقط، بل إن الجنس يكون المالك المسيطر الذي يتربع على عرش البلوغ، فالمشخص بالتوحد والطفل بدون توحد هما سيان في هذه النقطة، بحيث أن الرغبة الجنسية تنمو عند المشخص بالتوحد المراهق مثله مثل أي مراهق أخر، غير أن الاستثناء هاهنا يكمن في اضطراب اللغة والعلاقات التواصلية و الاجتماعية والحميمية ، فالتوحدي له ضعف تواصلي محبِط، فيبقى توجهه للتعبير عن جنسه حبيس نفسه، وناذرا ما يتجه نحو الأخر بل يتجه نحو ذاته او الاشياء او نحو امه او مربيته ، او تأخذ أشكال سلوكية مغايرة .
في هده الفترة تحدث مجموعة من التغيرات في خصائص المراهق حتى المشخص باضطراب طيف التوحد تحدث له نفس التغييرات و الجدول يبين هذه الخصائص:
- فهم السلوك الجنسي عند المشخص باضطراب طيف التوحد:
يصعب على المشخصين (ة) باضطراب طيف التوحد فهم ما يجري بجسده و نفسيته ، كما يصعب على المحيطين به فهمه أو إفهامه ما يجري، لأننا أمام نشاط غير عادي اجتماعيا، ففي المجتمع المغربي مثلا : الآباء و الامهات يتحدثون في كل شيء، إلا النشاط الجنسي،ويعتبر (طابو اجتماعي لا متحدث فيه ) هنا يتعثر اللسان ويتحرجون في الكلام، وقد ينسحب أحيانا الأب أو الأم… بالرغم من الرغبة القوية التي نلمسها لديهم في الحديث عن هذا الموضوع.
وإذا كان أغلب المشخصين باضطراب طيف التوحد لا يتمكنون من فهم والتقاط الإشارات الاجتماعية و الحالات الذهنية للأخرين ، فإنه من الطبيعي جدا ألا يفهم الرسالة الجنسية المبعوثة من قبل الغير، خاصة وأن الجنس يشكل طابوها اجتماعيا، مما يدفع الأفراد إلى التعبير عنه بطرق ملتوية ومتسترةفي نطاق (المعرفية الاجتماعية) ، فهو لا يعتمد على المباشرة والمكاشفة والصراحة، يقدر ما تكون اللغة هنا ضمنية فقط. يحتاج المتوحد إذن إلى جهد أكبر ومضاعف لفهم الإشارات الاجتماعية ذات الدلالة الجنسية، لأننا لسنا أمام إشارات اجتماعية مقبولة وصريحة.
يفضي بنا القول، أن التوحدي له علامات استفهامية كبيرة حول هذا التغير السريع في داخله، فهو لم يكن يشعر في المهد بأي غرائز أو إيحاءات جنسية، أما الآن وقد أصبح بالغ فذهنه يخوض صراعات تعسفية حول ماهية هذا الشعور.
فبذلك يبدأ المتوحد مغامرة اكتشاف أعضائه التناسلية، عبر اللمس النمطي لأعضائه وأعضاء غيره، فالذكر يقوم بلمس قضيبه باستمرار غير أبه بمن يحيط به، بغية الوصول إلى لذة لا يعرف ما سببها أو كيف تكونت، فلا يهمه في ذلك سوى اللذة الذي قد يشعر بها إزاء لمسه لقضيبه أو تحسس أجساد من هم حوله، ذكر كان أو أنثى.
أما إن تحدتنا عن الفتاة، فهي غير معفية بالإطلاق من السلوك الجنسي العلني، فهي مثلها مثل الذكر البالغ، لا تعرف معنى الخصوصية، فهي الأخرى في مغامرة اكتشاف أعضائها التناسلية الدخيلة عليها، تتحسس جسدها بإثارة وتشويق متجهة بهذه الإثارة إلى التطاول على أجساد الغير، سواء كان ذلك الغير الأب أو الأم أو الإخوة أو أي فرد من أفراد ـأسرتها.
وهذه المداعبات والملامسات كما سبق الذكر أنفا تبقى نمطية، فيمكن للمتوحد أن يعيد لمس أعضائه مئة مرة في اليوم الواحد، لن يمل أو يسأم، فتلك النمطية تعتبر لذة قاتلة تجعله لا يكف عن التكرار ولن يأبه بأي مثير خارجي، حتى يصل إلى النشوة العظمى ليعيد الكرة من جديد مرة تلو الأخرى.
فالأنشطة النمطية والمتكررة هي أنشطة يتخذها المتوحد كمراجع ثابتة وروتينية لأنها تعطيه الإحساس بالأمان، وتمكنه من تدبير وضعيات القلق والتوتر وعنصر المفاجأة، وهذه الأنشطة تتطور حسب عمر المتوحد، فإذا كان طفلا، فغالبا ما يكون (اللعب هو نشاطه المتكرر)، أما في مرحلة البلوغ أو المراهقة أو الرشد، فقد يصبح (النشاط الجنسي هو مركز اهتمامه)، ويتحول بالتالي إلى نشاط سلوكي نمطي، وقد يصل أحيانا إلى وسواس قهري.
وبذلك يصل الذكر لمرحلة القذف الذي يجهل ماهيته، وقد يستنشط غضبا جراء هذا التغير الغريب عليه، أو يصاب بنوبات صرع حادة.
ومنه فإن الرغبة الجنسية عند المراهقين المشخصين باضطراب طيف التوحد قد تتغير من شخص لأخر، حيت أن الرغبة انها قد تتجه نحو بعض الموضوعات أو الأدوات أو الأشياء الخارجية، (أغطية، ملابس، ألعاب….)، أو نحو بعض الصفات الإدراكية الحسية مثل طول المرأة (إن كان المتوحد ذكرا) أو الشعر (الشعر الأشقر… قد نصادف بعض المتوحدين الذين يستهويهم نوع شعر المرأة، وقد يدفعه ذلك إلى لمسه…) أو الرائحة (قد يستهويه عطر معين، لذلك سينجذب نحو العطر وليس نحو الشخص).
نتيجة لذلك قد يصل المشخص بطيف التوحد إلى درجة الاستمناء القهري العلني، أو رغبته في الاحتكاك والاقتراب من الجنس الآخر أو يبحث عن علاقات جنسية يفرغ فيها شحناته الجنسية المكبوتة.
فهذه الملامسات التي يمارسها بعض المشخصين بطيف التوحد من الممكن أن تتضمن حمولة جنسية، يعبر من خلالها عن رغبته الجنسية، غير أنها تبقى قليلة، ويمكن أن تفسر هذه القلة بالعودة إلى كون الجنس التوحدي عموما جنس مرآتي، بالإضافة إلى ردود فعل المحيط اتجاه هذا النوع من السلوكيات….
فإذا اعتبرنا النشاط الجنسي نشاطا علائقيا، فإن هذه العلاقة تكون غير متكافئة بسبب النقص في الإحساس، الشيء الذي يمنع أو يعيق قيام علاقة جنسية تواصلية وتفاعلية بين الشريكين. فالشخص المتوحد يعاني من مشاكل التهيج الجنسي، والبرود الجنسي ومشاكل على مستوى القذف (غياب تام للقذف أو تأخر في القذف).
وقد يحدث أن يتعرى المشخص بطيف التوحد أمام الناس سواء في منزله أو في الشارع ليصل إلى نشوته الجنسية المعتادة لديه أو قد يكون هذا التعري سببه هو التعود على ذلك مند الطفولة.
فالتعري عنده غالبا ما يكون الدافع إليه سوء أو عدم فهم القواعد والضوابط الاجتماعية، فقد يتعود مند طفولته أن يخلع ملابسه قصد الذهاب إلى المرحاض أو أن يخرج من المرحاض دون أن يعيد ترتيب ملابسه، وقد ينزع ملابسه بسبب الإفراط في الحساسية اللمسية، غير أنه إذا كان من المقبول اجتماعيا من الطفل أن يفعل ذلك، فإن المجتمع لن يتقبل هذا السلوك من المراهق والراشد.
- خاصية التغيير في الحياة الجنسية للمشخص باضطراب طيف التوحد :
فنمو الرغبة الجنسية عند المشخص (ة) باضطراب طيف التوحد وظهور حالة الاستمناء عند الأولاد يدفعهم إلى ممارستها دون إدراك لعادات المجتمع وقوانينه أمام الناس في المكان العام، كذلك يظهر لديهم الميل إلى الجنس بمظهر غير ناضج، فيكون لديهم فضول طفولي متعلق بالأجساد، وقد يبادر أحدهم بسذاجة وبراءة إلى خلع ملابس الأطفال الآخرين، أما الفتيات المتوحدات فإن عملية الحيض والعادة الشهرية غالباً ما تبدأ لديهن خلال الوقت الزمني نفسه الذي تبدأ فيه عند الفتيات الطبيعيات.
في خضم حديثنا عن الحياة الجنسية لدى المشخص (ة) باضطراب طيف التوحد، توصلنا إلى أن السلوك الجنسي لدى المتوحد هو سلوك مرآتي شفاف، لا يخضع للسرية ولا للخصوصية، وهو أيضا سلوك نمطي قهري، فالمتوحد يعيش حالة من الحرمان الجنسي، وذلك بسبب صعوبة التواصل وكذلك فرط اللغة او انعدامها ، فهذه المعيقات تجعله مرتبط بنفسه، أو في بعض الأحيان تجعله متطاول على أحد أفراد أسرته (كالأم أو الاخت أز مربيته ) ، وذلك لتلبية رغبته الجنسية والشعور باللذة التي تجعله في سجن روتيني حقيقي أو نحو الشبقية الذاتية نحو نفسه او الاشياء الجامدة .
من خلال هذه الخطاطة أعلاه من المعروف ان من بين خصائص مرحلة المراهقة و البلوغ هي ” التغيير”وخاصية المشخص باضطراب طيف التوحد هو ” الروتين ومقاومة التغيير ” وهنا يكمن الاصطدام النفسي الاجتماعي ،حيث يواجهون نوع من المقاومة ففي دراسة قام بها الباحث Simon Baron-cohen سنة 2015 في مقاله “الاختلافات بين الجنسين و اضطراب طيف التوحد: تهيئة المشهد للبحث المستقبلي ” حيث يعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل التي يمر منها المشخص باضطراب طيف التوحد و يأخد نمطين : النمط الأولغالبا ما يرفض التغيير و يقاومه فيعيش نوع من النكوص la Régression وذلك بسبب المراهقة ، و ينعزل عن المجتمع بشكل كبيرو عنالبيئة الحاضنةله ، فتجده يفضل الجلوس وحده لوقت اكبر في غرفته ، يرفض الأنشطة ، و يفقد التواصل بشكل كامل بمحيطه ، يرفض اي محاولة للاندماج الاجتماعي ، ويمكن تفسير ذلك الى أعراض التوحد ، فكلما كانت اعراض التوحد شديدة غالبا من نجد هذا النمط عند المراهق المشخص بطيف التوحد و كلما كانت الأعراض متوسطة أو خفيفة يمكن ان نجد نوع من المرونة في ضبط و التحكم في هذه المرحلة النمائية الحرجة. فنجد النمط الثاني ردة فعله ايجابية في فترة مراهقة المشخص بطيف التوحد حيث نجده يميل الى تطويره مكتسباته الخاصة التواصلية و المعرفية ، و يزيد الميل الى الانفتاح و التفاعل الايجابي مع الأخرين ، و البحث عن الاهتمام الاسري و الدفيء الاخوي وابراز الذات ، و الادراك الإيجابي للاختلاف ، ويمكن تحقيق هذا النمط بالتأهيل المبكر و تطوير الادراك و المواكبة الصحيحة من طرف أخصائيين متمرسين في الميدان ولهم تكوين نفسي اجتماعي أكاديمي لفهم التغييرات البيو نفسية اجتماعية في حياة المراهقين المشخصين باضطراب طيف التوحد .
فتأثير أعراض اضطراب طيف التوحد على الحياة الجنسية للمشخصين به يتطلب دراسات ميدانية و اكاديمية متعمقة في سياق المجتمع المغربي ، والذي تتنوع ثقافاته وتشبعه بالقيم الدينية و الطقوس الاجتماعية المتجرة في تراثه المتعلق بالتنشئة و الحياة الجنسية و أشكال التدخل المهني و الأسري و الإعلامي ، فغالبا ظاهرة الجنس بالمغرب كظاهرة النفسية الاجتماعية (لا متحدث فيها) او فيها نوع من ازدواجية المعايير كجبل الجليد ، باطن تراثه مليء بالإيحاءات الجنسية ك(النكت ، السب ، الخطاب اليومي ..) لكنه فارغ سطحيا في المعطى العلمي و الحديث عنه كحق اجتماعي و نفسي ،وأيضا البحث عن كيفية تأثيرها على التفاعلات الاجتماعية والعاطفية والجسديةلدى المشخص باضطراب طيف التوحد ، و من بين اهم الصعوبات التي يواجهها المشخصين بطيف التوحد في المجتمع المغربي :
- الصعوبات النفسية الاجتماعية: قد يواجه المشخصون بطيف التوحد صعوبات في فهم العلاقات الاجتماعية وتفاعلاتهاوفك رموزها المختلفة ،الى جانبه فهم المجتمع المغربي لحاجياته الاجتماعية تغييراته و التعامل معها بشكل ايجابي و تقبلها في الحياة العامة ، بما في ذلك العلاقات الجنسية، فنجد ان المشخصين باضطراب طيف التوحد يجدون صعوبةفي فهم و ادراك طابع الإشارات الغير اللفظية والتواصل غير المباشر الذي يمكن أن يحدث خلال العلاقات الجنسية،فيجد نفسه حبيسا في نمطه الخاص ، اضافة الى صعوبة = ادراك حالات الاخرين ونواياهم بما يسمى ب ” نظرية الذهن” ، فنجد المراهق المشخص بطيف التوحد يعيش نوع من العزلة الاجتماعية و الجنسية “يريدونو لكن لا يستطيعون التعبير عما يريدون في مجتمع لا يريد ” فهذه أول صعوبة يواجهها المراهق المشخص بطيف التوحد في مرحلة المراهقة لكي تمر مرحلته النمائية الجديدة بشكل طبيعي و سليم .
- ارتفاع النمط الحسي: في هذه المرحلة النمائية في الحياة الجنسية للمراهق المشخص بطيف التوحد قد تزيد حساسية للتحفيز الحسي و الشبقي ، مما يجعلهم أكثر تفاعلاً مع المؤثرات الحسية المختلفة خلال العلاقات الجنسية ، فهو لا يستطيع كبح Inhibition القوة الغريزية الداخلية و التحكم فيها أو اعتبارها غير مقبولة في المجتمع المغربي ، بهذا نجد سلوكات و ايحاءات جنسية من طرفه تعتبر طبيعية و لكن المجتمع لا يتقبلها .
- التفاعل الاجتماعي و الاتصال: يمكن أن تكون الصعوبات في أعراض التواصل والتفاهم و التفاعل الاجتماعي عاملًا أساسيا على مستوى الخلل في العلاقات الجنسية للمشخصين بطيف التوحد ، فغالبا في سياق المجتمع المغربي قد لا نجد من المتخصصين او الاسرة الحاضنة أو المؤسسات دعما اضافي في سياق التكفل لمساعدة المراهقون المشخصون بالتوحد فيفهم الحياة الجنسية و توقعات الشريك و التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم بشكل فعّال لان الثقافة الجنسية المغربية غائبة تماما في التربية و التراث المغربي و نجدها مغلفة (بالتحريم والكبح و الطابو ) مما تتجلى في صور سلوكية و نفسية عكسية و قاسية على حياة الافراد المشخصون بالتوحد كأنه (كائن لا جنسي) و المجتمع الذي ينتمي له .
- التغيرات الهرمونية والجسدية المصحوبة بالبلوغ : قد يواجه المشخصون بطيف التوحد تحديات إضافية نتيجة للتغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث خلال مراحل النضج والبلوغ ، فنجد الشاب الذكر التوحدي يفقد صوته و يتوجه نحو الخرس الاختياري بسبب غرابته وخشونته ، او نتف شعره في الارجل او اليد او بطنه ، او اكل الاشياء غير قابلة للأكل (مرض بيكا) بسبب نقص احد الفيتامينات في جسمه ، أو تعنيف الذات بسبب التغييرات الجديدة في جسده و نفسيته و هرموناته ، او النكوص حول ذته و الاستسلام لهذه الاعراض الى درجة (الاكتئاب التام ) . أما بالنسبة للأنثى المشخصة بالتوحد بالأمر يأخذ منحى مغاير و أصعب ، حيث تجدها تصطدم بالجسد الجديد (ثدي و خصر و هرمونات قوية ، و العادة الشهرية …) فنجدها تعيش صعوبات كبيرة في تقبل هذا الجسد الجديد و التعايش معه ، و تعيش نوع من المقاومة و التمرد على الجسد ، او تتجه نحو النكوص حول ذاتها، وذلك راجع الى حدة الأعراض التوحدية وأشكال التدخل النفسي التربوي المتخصص .
لا تزال الحياة الجنسية للأطفال والمراهقين المشخصين باضطرابات طيف التوحد (ASD) والسلوك الجنسي للأشخاص المشخصون باضطراب طيف التوحد (ASD) قضية علمية وسريرية مهملة، ومع ذلك فإنهم يظهرون سلوكًا جنسيًا ولديهم مشاعر واحتياجات جنسية (D. Haracopos& L. Pedersen, unpublished; van Bourgondien, Reichle, & Palmer, 1997). أما بالنسبة للأشخاص النموذجيين، فيمكن أن تكون الحياة الجنسية مصدرًا للمتعة الشديدة أو سببًا للمشاكل والإحباط أيضا ، كثيرًا ما تطلب المؤسسات وأولياء الأمور من الأطباء ذوي الخبرة في مجال اضطراب طيف التوحد تقديم المشورة بشأن السلوك الجنسي والمشكلات الجنسية، كثيرًا ما يعبر الأفراد المشخصون بالتوحد عالي الأداء (HFA) أو متلازمة أسبرجر (AS) عن مخاوفهم وإحباطاتهم فيما يتعلق بالحياة الجنسية والعلاقات مع الأشخاص الآخرين، أظهرت الدراسات الاستقصائية التي أجراها روبل وريمبل (1993) وفان سون شون وفان بيلسن (1995) لآباء الأطفال المشخصين بالتوحد أن النشاط الجنسي كان على رأس قائمة الاهتمامات الرئيسية التي طلب آباء الأطفال المصابين بالتوحد المساعدة فيها.
فالدراساتجدقليلة حول الحياة الجنسية واضطراب طيف التوحد أو غير منشورة(D. Haracopos& L. Pedersen، ؛ Konstantareas&Lunsky، 1997؛ Ousley&Mesibov، 1991؛ Ruble& Dalrymple، 1993؛ van Bourgondien et al.، 1997؛ van Son-Schoones& van Bilsen، 1995)وجد الباحثون أن الأشخاص المشخصون ب اضطراب طيف التوحد يظهرون اهتمامًا جنسيًا ومجموعة واسعة من السلوكيات الجنسية، عادة ما يتم التعبير عن الاحتياجات الجنسية عن طريق الاستمناء، والذي يحدث أحيانًا بحضور أشخاص آخرين، يحدث نشاط جنسي موجه نحو الشخص، وتقتصربداية اكتشاف هذا النشاط الجنسي على عادةً أربعة مراحل يمكن اكتشافها وملاحظتها من طرف الاخصائيين (المربيات والمربون المتخصصون و اطر التأهيل الطبي و شبه الطبي ) او الاسرة تبدأ ” أولابالاحتكاك بالأشخاص المقربين أو الأشياء الجامدة ، ثم المرحلة الثانيةاللمس والإمساك بالأيدي، ثم مرحلة الثالثة الضغط بالأيدي(ها) على اعضائه التناسلية (ها) ، و أخيرا الوصول الى النشوة و العادة السرية المباشرة ” (رابي ،2024)، غالبًا ما يعتبر “الشريك” هذه الأنشطة بمثابة اهتمامات غير مرغوب فيها، نادرا ما يتم الإبلاغ عن الجماع، تشير هذه الدراسات إلى أن النشاط الجنسي يمكن أن يؤدي إلى الإدمان به عند المشخص باضطراب طيف التوحد .
فمشاكل المراهقين المشخصين باضطراب طيف التوحد، بما في ذلك الأشكال غير مقبولة اجتماعيا كالعادة السرية التي تنطوي في بعض الأحيان على تشويه الذات أو استخدام أشياء غير عادية، وفرط العادة السرية بسبب عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية، وخلع الملابس أو الاستمناء العلني في وجود أشخاص آخرين، وبدء الاتصال الجسدي غير المرغوب فيه، أحد العيوب الشائعة في هذه الدراسات هو أن العينات كانت متنوعة للغاية فيما يتعلق بالقدرات المعرفية (D. Haracopos&L.Pedersen، unpublished; Konstantareas&Lunsky, 1997;Ruble & Dalrymple, 1993; van Bourgondien et al., 1997; van Son- شونس وفان بيلسن، 1995). وهذا يجعل من الصعب استنتاج أي السلوكيات مرتبطة باضطراب طيف التوحد في سياقات اجتماعية المختلفة.
قد تتباين معدلات النمو الجسدي للمشخصين بطيف التوحد ، و ذلك راجع الى البيئة و الثقافة التي يعيشون فيها ، و ايضا درجة اعراض الاضطراب ، مما يعني أنه قد يكون هناك فترات حياة تتميز بتغيرات مختلفة في النمو والتطور الجسدي لديهم كالصوت و الجسم و الحيض … وهذه التغييرات غالبا ما يخاف منها المشخص بطيف التوحد و يقاومها و ليس بما تحمله من حمولة اجتماعية وثقافية بل تغييرا في شخصيته و تفككيها و بناء شخصية جديدة في نفسيته و جسمه وهذا التغيير ليس بالأمر السهل في حياة الجنسية للمراهقين المشخصين بطيف التوحد، وقد يكون لهذه التغييرات تأثير على جوانب التكامل الحسي في نطاق الزيادة او النقصان او هما معا ، فقد نجد في هذه المرحلة العمرية ان لديهم حساسية زائدة للمؤثرات الحسية مثل الضوء الساطع، الأصوات العالية، اللمس الشديد، النكهات، والروائح القوية … وغالبا البعض يعاني من اضطرابات متكررة في النوم مثل الأرق أو النوم المتقطع، مما يمكن أن يؤثر على صحتهم النفسية و الجسدية العامة وقدرتهم على التركيز والتفاعل بشكل فعّال و انخراطهم في الحياة العامة ، وهذا راجع الى التغييرات الفيسيولوجية و النفسية التي يعيشونها في هذه المرحلة النمائية ، اضافة الى بعض المشاكل على مستوى الأكل و التغذية و مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الامساك أو الإسهال نتيجة للتغييرات في نظامهم الغذائي أو التوتر النفسي المستمر بسبب هذه التغييرات الجديدة .
ففي هذه المراحل بالنسبة للمراهقين المشخصين باضطراب طيف التوحد الذين يعانون من حدة الاعراض الشديدة تظهر لديهم الخصائص و التي نراها في الصورة التالية:
فنجد ازدياد القوة الجسدية و عضلات الجسم و الوزن وهذا يزيد الضغط على الاسرة و المكلفين في تأهيله و ترتفع حدة هذه القوة ، حيث تزداد درجة العنف تجاه الذات او الاخر و ممارسات سلوكات غير مقبولة اجتماعيا ، و تأخذ معناها الحقيقي في السياق الاجتماعي في مرحلة البلوغ و المراهقة مما يزيد من صعوبة التحكم و مسايرة هذه التغييرات الصعبة على الاسرة و عليه .
- الجنس و اضطراب طيف التوحد : اضطراب طيف التوحد هو اضطراب طيفي متعدد الاوجه و الدرجة يؤثر على طريقة تفاعل الانسان مع العالم من حوله، وقد تؤثر هذه الحالة على العديد من جوانب حياة الشخص، بما في ذلك الحياة الجنسية. فالحياة الجنسية عند المشخصين باضطراب طيف التوحد تنمو مثلها مثل جميع الناس و أي مراهق بدون استثناء ، و لكن يجدون صعوبة كبيرة في فهم و ادراك هذه الحياة النمائية و المتغيرة بسبب الاضطراب اللغوي و التفاعل الاجتماعي و فهم حالات الذهنية للأخرين (المعرفية الاجتماعية ) و نجد عالم التوحد جد محدود في انشطته و اهتماماته و أصدقائه و شركاءه و من يفهمه و يفهمهم …. هذه الاضطرابات و الصعوبات الاجتماعية غالبا تؤدي الى اختلال جنسي عند المشخص بطيف التوحد ، وغالبا عندما يجد صعوبة في التوجه نحو الاخر وحتى فهم نفسه و هذه التغييرات فان غالبا تلك القوة الغريزية الجنسية تتجه نحو ذاته (غالبا يكون نفسه موضوع جنسي) او الاشياء غير معتادة Objet insolites (ماكنة الصابون – مخدة – شعر المربية – طاولة ..) فيصبح السلوك الجسي مكشوفا لديه تتجلي في مظاهر مختلفة : (التعري امام الناس ، اخراج عضوه و اللعب به امام الملأ ، المثلية الجنسية ، العادة السرية العلنية ) .
ففي دراسة قام بها Hans Hellemansسنة2015عن الاستمناء عند المشخصين باضطراب طيف التوحد كما أفاد مقدموا الرعاية لفائدة المشخصين باضطراب طيف التوحد ، فإن عدد الأشخاص الذين لم يكن معروفًا ما إذا كانوا يمارسون العادة السرية كان مرتفعًا (13، 54٪). كان من المعروف بالتأكيد عن شخص واحد أنه لم يمارس العادة السرية، لأنه تم تعليمه كيفية ممارسة العادة السرية، لكنه لم يكن مهتمًا بالقيام بذلك. كان من المعروف بالتأكيد أن عشرة (42٪) من الأشخاص يمارسون العادة السرية. سبعة (29٪) تم تعليمهم (تقنية الاستمناء في غرفة محددة ) ، وقد حدث هذا أثناء الاستشارة الفردية بمساعدة التعليمات الشفهية و/أو الصور الفوتوغرافية و/أو أشرطة الفيديو، تم توجيه اثنين من المواضيع لأنهم لم يكتشفوا بشكل عفوي كيفية ممارسة العادة السرية ولأن محاولات ممارسة العادة السرية كانت غير فعالة. تسبب هذا الفشل في إحباط كبير وأدى إلى محاولات متكررة وغير ناجحة للاستمناء (ما يسمى بـ “الاستمناء المفرط”، D. Haracopos& L. Pedersen، غير منشورة). تم الإبلاغ عن تقنيات الاستمناء المميزة والاستخدام المتكرر للأشياء لكليهما،
الأول كان لديه اهتمام مهووس بالأحذية والجلود، وفي بعض الأحيان، كان يؤذي نفسه أثناء ممارسة العادة السرية عن طريق ربط نفسه بإحكام بأحزمة جلدية. وقام الثاني بفرك قضيبه على بعض الوسائد التي احتفظ بها لهذا الغرض، تلقى المشاركون الخمسة الآخرون تعليمات حول العادة السرية كجزء من دورة التثقيف الجنسي المعتادة. عادة ما تتم ممارسة العادة السرية في غرفة النوم (لجميع الأشخاص العشرة المعروفين بالاستمناء) أو في الحمام (2). ثلاثة مراهقين مارسوا العادة السرية أحيانًا بحضور الآخرين. بالنسبة لأربعة أشخاص، كان للاستمناء خصائص قهرية. تم إجبار أحد الأفراد على ممارسة العادة السرية عندما يكون عارياً، مما أدى إلى ممارسة العادة السرية في غرفة تغيير الملابس بحمام السباحة بحضور آخرين، تم إجبار شخص آخر على ممارسة العادة السرية كلما أخذ حمامًا، بينما كان شخص آخر يمارس العادة السرية بشكل مهووس عدة مرات في اليوم. كان لدى الأخير اهتمام مهووس بالحياة الجنسية بشكل عام، بما في ذلك العادة السرية، السلوك الموجه نحو الشخص كما أفاد مقدمو الرعاية، فإن 11 شخصًا (46٪) قاموا بمداعبة أشخاص آخرين أو احتضانهم؛ أربعة (17٪) لم يهتموا بما إذا كان الشخص الآخر قد استمتع بهذا أم لا، قام خمسة (21%) من المشاركين في بعض الأحيان بتقبيل أشخاص آخرين؛ اثنان (8٪) لم يهتموا بما إذا كان “الشريك” يحب الاتصال أم لا، كان التقبيل سلوكًا متكررًا تجاه الوالدين بالنسبة للشخص الآخر، كان التقبيل في بعض الأحيان.
- الحياة الجنسية بالمجتمع المغربي و اضطراب طيف التوحد :
يعيش المجتمع المغربي قضايا الجنس بصفة عامةبنوع من السكيزوفرينية ، وفي مجال الاعاقة بنوع من البريكولاج، غالبا موضوع الجنس بالمغرب في قضايا الاعاقة بصفة عامة و اضطراب طيف التوحدبصفة خاصة جد معقد و مركب قيميا و دينيا وثقافيا و لا متحدث فيه ، نادرا ما نشاهد ندواتجامعية معدودة على رؤوس الاصابع او قراءات و أبحاث سطحية لهذا الموضوع بشكل موسمي و متقطع ، دون وضع مخطط دائم او برنامج وطني او محلي لإضافة هذا المعطى الشائك في مقرراتنا التربوية او في برامج المشخصين بالاضطرابات النمائية العصبية و الاعاقة ، لان الاطفال سيكبرون عاجلا ام اجلا .
جاء التطرق لهذا الموضوع بسبب حاجة الاسرة و المتدخل المهني الى فهم وضعية هؤلاء المواطنين بخصوص حقوقهم الطبيعية في الجنس و الزواج و الانجاب و لما لا (حق العادة السرية المقننة ) ، و التوعية الجنسية وطرق استثمار المعرفة في توجيه هذه الحياة المنغلقة .يقول العلامة محمد بنحدورحمه الله ” وراء كل نشاط بشري جنس ” و اجد انه لا جنس أيضا بدون نشاط ، الحياة دينامية التركيب و التفاعل و لا يمكن سجن هذين المعطيين (الجنس و النشاط) فكل حركة في هذا الكون يحتاج الى دينامية متفاعلة للنمو و الاستمرارية . وبهذا نجد المجتمع المغربي خصوصا يعيش جنسه في لا شعوره الادراكي و يبقى حبيسا في ذلك الفضاء الاسود المغلق ب( حشومة و طابو اجتماعي لا متحدث فيه ) فنجده يطفو و يغلف في وسائل التواصل الاجتماعي بكل انواعها و النكت المغربية المتناثرة و السب و الشتم و الاعتداءات الجنسية و العادة السرية …. اذا كان حال مجتمعنا هو هذا ، فكيف سيكون حال الأشخاص في وضعية اعاقة و اضطراب طيف التوحد ، الذين سيعيشون اعاقات مزدوجة الى وهي ( الاعاقة الجنسية) فكيف سيتعامل معه المجتمع المغربي و يتقبله أيضا .
- اضطراب طيف التوحد و ترددالمصلحة:
الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد خلال فترة الانتقال من الطفولة الى المراهقة يعيش نوع من تردد المصلحة هو واسرته ، ويجد صعوبة المرور السليم، و التموقع و الانتقال السليم من “الطفل الى المراهق ” و بما تسمى الطفل هنا او هنا l’enfant né néفالمشخص بطيف التوحد يتردد في المصلحة هلسيتموقعفي الطفل أي (اشياء تربطه بالطفولة كغياب السلطة و اللعب و التبعية الابوية و العطف الزائد ..)، او الدخول المراهقة (الاستقلالية و الحرية و السلطة و التمرد و ابراز الذات ..)؟ هنا تتردد مصلحة الاسرة و الطفل معا ، باعتبار الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد يبقى طفلا في تعامل ونظرة الاسرة و المجتمع حتى وهو في مرحلة المراهقة ، (في مغسله و ملبسه و اختياراته …. )، و كذلك الطفل يعيش نوع من الخوف و التردد هل سيدخل الى عالم المراهقة ام يبقى في عالم الطفولة ، و ذلك راجع الى المصلحة الذاتية أيضا ، فتصبح العلاقة هنا (علاقة مصطنعة) بين الطفل و الاسرة ، و ليست نفاق منها تجاهه ، بل شفقة عليهلانه في هذه الوضعية الصعبة ، و هذا ما يهدد استقلالية الطفل و يكرس الصورة النمطية السلبية حول الاعاقة و اضطراب طيف التوحد ، و صعوبة المرور الى المراهقة و عيشها بشكل طبيعي ، لكننا من خلال التجربة الميدانية كمربي متخصص و باحث في علم النفس الاجتماعي في مجال الاعاقة و احتكاكنا بالأسرة المغربية نجد أن المراهق المغربي المتوحد لا يعيش مراهقته بشكل طبيعي بل يعيشها في مخاض و قوقعة و اضطرابات نفسية اجتماعية و جنسية كثيرة تتمظهر في الانعزال و النكوص و غالبا (الاكتئاب) او العنف تجاه الذات او الاخرين .
- خصوصية المراهقة و الاعاقة :
الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد لا يعيش طفولة عادية، وفترة المراهقة لديه فترة نمائية جد معقدة وفيها تحديات كبرى ، اضافة الى انها فترة جد حساسة و حيوية و فارقية في مساره النفسي الاجتماعي،تشهد العديد من التغيرات الكبيرة الجسدية والنفسية والذهنية ، ومع ذلك، قد تكون هذه الفترة أكثر تعقيدًا للأشخاص المشخصون ب الإعاقة و الاضطرابات النمائية العصبية كطيف التوحد مثلا ، حيث يمكن أن تتضاعف حدة الإعاقة ، ومن التحديات التي يواجهها المراهقون خلال مرحلة. الطفولة التي غالبا لا يعيشها الطفلبشكل طبيعي كباقي الاطفال بدون اعاقة ، ولا يعيشونها بشكل عادي اذ فيها مجموعة من الصعوبات والتحديات منها :
- التحديات الجسدية ومحدودية المجال : فمجال المشخص بالإعاقة او طيف التوحد جد محدود ، فهو يتحرك في مجال ضيق في حياته الاجتماعية و بشكل نمطي و روتيني ، المنزل و المؤسسة الحاضنة و نادرا خرجات مؤطرة اسريا او انشطة موازية من الجمعيات او المؤسسات ، و لا يخرج الى الشارع في طفولته ليلعب كباقي الأطفال ، بسبب نظرة المجتمع او الخوف عليه ان يتعرض للإقصاء او الضرب من اقرانه او الاستهزاء به و التنقيص منه … ، حيث تعتبره بعض الاسر وصم عار لديها في الحي او الاسرة الكبيرة او المدرسة يجب اخفاؤه أو مصدر للمشاكل و التعب ، ما يجعل حياة الطفل تعيش نوع من العزلة التامة عن اللعب و التفاعل مع أقرانه و المشاركة الاجتماعية الطبيعية .
- التحديات النفسية و الذهنية : الطفل المشخص بطيف التوحد يتعلم في مجال محدود وروتيني و لا يخرج الى المجتمع الكبير مما يؤثر على تنشئته و تعلمه العرضاني ،و التعلم لديه يكون بوثيرة بطيئة و متأخرة عن أقرانه نظرا الى حدة الاضطراب النمائي العصبي المصاحب .
- الاعاقة ذاتها تفرض قيودها عليه : الاعاقة ليست اختيار ، فهي معطى لابد من التعامل معها في اطار العطاء الطبيعي و التنوع البشريالموجود في عالمنا وتقبله كما هو و الاستثمار فيه بشكل ايجابي ، فالإعاقة نفسها او الاضطراب تفرض قيودا على حاملها ، و تحد من مشاركته الاجتماعية و عيش طفولته بشكل طبيعي ، مما يؤثر و يحد من انتقاله السليم الى المراهقة .
- الرعاية الزائدة من الأسرة : تعتبر الرعاية الزائدة من أشكال الوصم الاجتماعي الذي يجب تجاوزه بالمعرفة و الفهم ، فنحن غالبا من نصنع الاعاقة و القيود تتجلي هذه الصناعة في في تلبية الحاجات اللغوية و الاجتماعية للطفل المشخص بالتوحد حتى يصنع منه ديكتاتورا صغيرا وخلق وضعية اعاقة مصطنعة أخرى و جد معقدة ، فالرعاية الزائدة تجعل الطفل لا يعتمد على نفسه مما يؤثر على الانتقال السليم الى المراهقة .
تقول ماريا منتسوري ” كلما اتسعت دائرة العلاقات و المراجع ، كلما ازدادت فرص التعلم ” فالإعاقة نفسها و طرق التعامل معها و الرعاية الزائدة ، تحد من مشاركة الاطفال المشخصون بطيف التوحد في محيطه و يعيش طفولته بشكل غير عادي ، فكلما عملنا على فتح افاق كثيرة للتعلم وتوسيع مجال العلاقات للطفل كلما ازدادت فرص نجاته في مرحلة الطفولة الى مرحلة المراهقة .
- الاسرة المغربية و التمثلات الاجتماعية :
اننظرة الأسرة المغربية وتمثلاتها الاجتماعية للطفل المشخص بالإعاقة او اضطراب طيف التوحد يمكن أن تتأثر بعدة عوامل مختلفة و متداخلة ، بما فيها الثقافية ،الاجتماعية ،الدينية ،الشخصية، العلاقات البين فردية الممتدة ، النووية ، الخطاب الاجتماعي و اللغة …
فالإعاقة في المخيال الثقافي المغربي مكسو بالتقاليد والثقافة و الدين و النكتة : ففي بعض الثقافات العربية قد تكون هناك تمثلات سلبية حول الإعاقة مما سيؤثر أيضا على نظرة الأسرة كجزء من هذا المجتمع تجاه الطفل المشخص باضطراب طيف التوحد كأنه عقاب إلاهي أو سحر أو الخوف من نظرة المجتمع أو ابتلاء ، وقد تنشأ هذه التمثلات عن الخرافات أو الاعتقادات الخاطئة حول أسباب الإعاقة وقدراتهمأو ذنب مقترف من احد الابوين أو سحر … وكلها تمثلات تعويضية غالبا تكون خاطئة ، فنجد الثقافة المغربية في الماضي القريب تدخل الجنس و الاعاقة في خانة الامور المخفية تتجلى في (العيب و حشومة و لامتحدث فيها ..) تدفع الاسرة المغربية لصنع علاقة مصطنعةكشكل من اشكال التعويض ، و ليست نفاقا منها بل محاولة منها لإرضائه وارضاء صورته امام المجتمع ، باعتبار الاعاقة في الماضي القريب وصما اجتماعيا أو عار و ذنب و عالة اجتماعية او ابتلاء رباني … فنجد بعض المقولات المغربية المتناثرة في هذا الصدد ” هذا ما ابتلاء من عند الله ، على وجه سيدي ربي ، هل ارتكبت ذنبا ليعطيني الله هذا المعاق ، عطيه يأكل واشرب حتى يموت…) كلها تمثلات نمطية سلبية سائدة في مجتمعنا المغربي تجاه الشخص في وضعية اعاقة ، قد تعيق الفهم الصحيح للإعاقة كتنوع و اختلاف بشري موجود بيننا يمكن أن يستثمر فيها و يشارك في التنمية ، وله دوره الخاص في حركة المجتمع و ديناميته ، و الاستثمار فيه بشكل يزيد من التماسك و التعاضد الاجتماعي ، و يفتح افقا جديدة للبحث العلمي و تطوير المؤسسات و اشراك الاسرة في المجتمع بعيدا عن عزلها ، و تطوير الجامعة المغربية و تعزيز الصحة النفسية و المرونة التي نستمدها منهم ، وصولا الى الانفتاح على طابوهات المجتمع و الحديث فيها : كالزواج و الانجاب و التربية الجنسية للمشخصين باضطراب طيف التوحد .
- اضطراب طيف التوحد و المراهقة ،و رحلة البحث عن الاستقلالية :
اضطراب طيف التوحد والمراهقة ورحلة البحث عن الاستقلالية هي رحلة نمائية و تطورية صعبة يحاول الطفل فيها تفكيك شخصيته الاولى لبناء شخصية جديدة، ولكن هذا التفكيك عند الاشخاص في وضعية الاعاقة عموما و طيف التوحد خصوصا لا يمر بشكل هين و مرن ، و يعتبر هذا المرور النفسي الاجتماعي من المواضيع المهمة التي تشكل تحديا كبيرابالنسبة لهم خلال هذه الفترة ، لان الطفل ليس له استعداد للاستقلالية بسبب ما تفرضه قيود الاعاقة نفسها و خصوصياتها النفسية و الجسدية و الذهنية التي تم ذكرها سابقا ، فالمراهق المشخص بطيف التوحد عندما يطلب الاستقلالية يجد نفسه غير مؤهل ، فيدخل في دوامة من الشك و العجز و النكوص حول نفسه فيؤثر بشكل كبير على فترات حياته الانتقالية ورحلة البحث عن الاستقلالية كما الشأن عند جميع المراهقين.
الى جانبه نجد أيضا المجتمعنفسه غير مستعد لاستقبالهسواءا في ” الشارع و المدرسة الدامجة و المهنة و المجتمع ككل… ، اضافة الى قلة المعرفة و الفهم الصحيح لوضعية الاعاقة باعتبارهاتنوع بشري يحتاج الى حضن اجتماعي كبير و دامج و في اطار الحق الطبيعي كمواطنين مغاربة لهم حقوقهم مثلنا قبل كل شيء .
هنا تجد الاسرة نفسها امام عائقين : (عدم قدرة الطفل واستعداده على الاستقلال وأيضا مجتمع غير مستقبل وولوج ) اضافة الى الحماية الزائدة و الصور النمطية السلبية حول اعاقة الابناء يجعلها ايضا تعيق هذا الانتقال ويزيد من صعوبة فك الارتباط بالمراهق المشخص بطيف التوحد ، فتبقى صورة الطفل الصغير الذي يحتاج الى العناية الدائمة و تلبية الحاجيات طاغية على هذه الرحلة النمائية الانتقالية و البحث عن الاستقلالية خلال هذه الفترة الحرجة .
أثناء المراهقة، يخوض الأفراد رحلة هامة لاكتشاف هويتهم الشخصية والبحث عن الاستقلالية والانفصال عن والديهم، هذه المرحلة تأتي مع العديد من التحديات والضغوطات، وتكون أكثر تعقيدا بالنسبة للمراهقين الذين يواجهون الاعاقة، يمكن أن تؤثر الاعاقة على قدرة المراهق على تحقيق الاستقلالية بسبب العوائق الفيزيائية أو الذهنية التي قد تواجهه ونظرة المجتمع له .
خلال هذه الفترة، يمكن للمراهقين الذين يواجهون الاعاقة أن يشعروا بالعزلة أو الاختلاف عن غيرهم، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة مشاعر الضعف الذاتي وقلة الثقة بالنفسبالإضافة إلى ذلك قد يواجهون صعوبات في التكيف مع المتطلبات الاجتماعية والعاطفية للمراهق المشخص باضطراب طيف التوحد.
- اضطراب طيف التوحد وصورة الجسم :
بالنسبة لصورة الجسم، قد تكون هناك تجارب متنوعة بين المشخصون باضطراب طيف التوحد، بعضهم قد يظهر اهتمامًا مفرطًا بصورة الجسم، مما يمكن أن يتجلى في الانشغال بمظاهر معينة من الجسم أو القلق بشأن الشكل والحجم، في حين أن الآخرين قد لا يكونون مهتمين كثيرًا بهذه القضية.
تشير الدراسات إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد قد يظهرون انشغالًا مفرطًا بصورة الجسم، قد يشمل ذلك القلق بشأن الوزن أو الشكل، أو تكرار سلوكيات محددة مثل الفحص المستمر للمظهر الشخصي، ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذه القضية بطريقة فردية، حيث يمكن أن تختلف تجارب الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد بشكل كبير.
التدخل المبكر والدعم الفردي يمكن أن يكونان مفيدين للأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، سواء فيما يتعلق بالتواصل والتفاعل الاجتماعي أو بالقضايا المتعلقة بصورة الجسم والذات .
- اضطرابطيف التوحد و ادراك الهوية الجنسية :
في هذا الصدد نجد أغلبية الدراسات التي تناولت موضوع ادراك الذات و الهوية عند المشخصين باضطراب طيف التوحد وقارنته بتلاميذ غير مشخصين بالتوحد أن الأطفال المشخصين بالتوحد قد يظهرون مستويات منخفضة من الادراك الذاتي والهوية بالمقارنة مع الأطفال الاخرين ،و ذلك راجع الى عدة عوامل نذكر منها :
- اضطرابات على مستوى التواصل و تفاعلهم مع الاخرين حيث يواجه المشخصون باضطراب طيف التوحد انفصالا نفسي و اجتماعي بمحيطه وتفاعله مع الآخرين وفهم العواطف والمشاعر المتبادلة و مشاعره الشخصية أيضا ، مما قد يؤثر سلبًا على اتساع دائرة علاقاتهم وتجاربهم بالتفاعل الاجتماعي و التعلم الوجداني ، مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض مستوى الادراك الذاتي وفهم الهوية الشخصية .
- أيضا صعوبات على مستوي التكيف و الاندماج الاجتماعي و التي قد يوجهها المشخصون طيف التوحد و يجد صعوبة كبيرة في التكيف و لاندماج مع محيطهالاجتماعي ، مما يمكن أن يؤدي إلى شعوره بالعزلة والانفصال بسبب قيود الرفض و الاعاقة نفسها ، وبالتالي يمكن أن يؤثر على تطوير هويتهم الشخصية بشكل سلبي و عكسي لدرجة الفراغ الهوياتي.
- الصعوبات التربوية و التعليمية غير الدامجة : يجد المراهقون في وضعية التوحد صعوبات في التعلم والتكيف مع بيئة التعليم التقليدية بشكل عام ، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالفشل وقلة الثقة بالنفس و تحقيق غاياته كباقي المراهقين المغاربة ، مما يؤثر بدوره على ادراكهم الذاتي وتشكيل هويتهم و مشكلاتهم الحسية أيضا قد تكون عائقا اكبر في ادراك الهوية الذاتية و المحيط .
وهنا يمكن اعتبار المراهقة أزمة نمائية طبيعية في حياة الانسان يحاول فيها المراهق المشخص باضطراب طيف التوحد تفكيك شخصيته الاولى و بناء شخصية جديدة ، وتستلزم أدوارا اجتماعية متعددة كمنظومة القيم ، وتقبل الجسد ، ودور الاسرة الايجابي في هذه المرحلة ، وابراز الذات .. ولكن عندما نجد خلل في هذه العوامل المؤطرة للانتقال السليم من مرحلة الى مرحلة و عدم تحقق أدوارها و في ظل هذه العوائق النفسية الاجتماعية و الإدراكية التي تفرضها الاعاقة و هذه العوامل مجتمعة ، تتحول هذه الازمة، من (الأزمة النمائية الى أزمة مرضية).
ويمكن ان تتفاقم و تتطور الأزمة مرضية للمراهق المشخص باضطراب طيف التوحد و التي يمكن ان نرجعها الى عدة عوامل مختلفة اسفله :
- العامل الهرمونيوتحولاته: في فترة البلوغ ، يعيش المشخصون باضطراب طيف التوحد تغييرات عديدة على مستوى الافرازات الهرمونية و التحولات في التركيبة النفسية مما سيؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي و الذهني ، قد يجد المراهقين المشخصين بطيف التوحد صعوبة في التكيف مع هذه التغيرات و فهمها أو محاولة ضبطها و التحكم فيها ، مما قد يزيد من رفع مستويات الضغط النفسي والقلق و التوتر النفسي و الاجهاد الحركي .
- العوامل النفسية الاجتماعية: فالمراهق المشخص باضطراب طيف التوحد تركيبة المجتمع و رموزه و حالاته الذهنية كلها عوامل معقدة على مستوى ادراكه لها وفي فهم ديناميكيات العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الاجتماعية المعقدة التي تحدث خلال فترة المراهقة، هذا يمكن أن يؤدي إلى انعزاله عن الأصدقاء والعائلة وزيادة مشاعر الوحدة والعزلة و النكوص حول ذاته .
- العامل المدرسي غير الدامج: قد ترتفع الضغوطات على المراهقين المشخصين بطيف التوحد أثناء فترة المراهقة بسبب تزايد التحديات التعليمية الدامجة التي تجد صعوبة في فهم و ادراك و تدبير هذه المرحلة القلقة، و قد يواجهون صعوبة في التكيف مع متطلبات المدرسة والأداء الأكاديمي الدامج ، و الانخراط وسط أقرانه وذلك راجع الى ظهور سلوكيات جديدة قديمة قد يكون فقدها في طفولة و ظهرت مرة اخرى أو معرفة كيفية تدبير انفعالاته ومشاعره وسط الفصل الدراسي في سياقات اجتماعية مختلفة ، مما يؤثر على مستوى ثقتهم بأنفسهم ويزيد من مشاعر الإحباط والإجهاد و العزلة و النفور من المدرسة .
- العامل الصحي و الجسدي: يعيش المراهق المشخص بطيف التوحد مشاكل صحية و نفسية وجسدية خلال فترة المراهقة، مثل الاكتئاب والقلق و التوتر الدائم وكثرة الحركة ، والمشاكل الجسدية مثل اضطرابات النوم أو الألم المزمن و اضطراب الاكل و الحساسية من الطعام ، هذه المشاكل الصحية يمكن أن تتسبب في تفاقم الأزمة وتحولها إلى أزمة مرضية جد معقدة .
- غياب تام للدعم الاجتماعي خلال هذه الفترة: يجد المراهق المشخص بطيف بالتوحد نقصًا في الدعم النفسي الاجتماعي و الرياضي الدامج و المندمج ، سواء من العائلة أو الأصدقاء أو المجتمع بشكل عام، هذا الغياب و النقص في الدعم يمكن أن يزيد من شعوره بالعزلة والعجز و النكوص ، مما يؤثر على حالته الصحية العامة.
ان التحول من الأزمة النمائية (المراهقة) إلى الأزمة مرضية (مشاكل صحية و نفسية و اجتماعية… ) يتطلب تدخلًا فعالًا وعلميا ومتعدد الجوانب، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي و الرياضي ، والعلاج النفسي المتخصص في مجال الاعاقة إن لزم الأمر، وتوفير بيئة داعمة ومندمجة ومحفزة لتطوير مهارات التكيف والتعامل مع التحديات و عيش فترة المراهقة باقل الاضرار على نفسه و الاسرة و المجتمع الدامج ككل .
وبناء الهوية عند المراهق المشخص بطيف التوحد يتوقف عند ثلاثة معطيات أساسية لابد من ادراكها و تعليمها للمراهق المشخص بالتوحد منها :
- العلاقة مع الجسد : فالمشخص بطيف التوحد إذا اخد موقف سلبي تجاه جسده قد يؤدي الى اهماله بشكل تام (كالمرحاض ،الرائحة، اللباس الوسخ ، الأظافر ، الشعر .. ) ، أو العكس قد نجد الاهتمام المفرط بالجسد (كنتف الشعر، الغسل الزائد ، عدم لبس لباس متسخ قد لبسه ..) لهذا تلعب التربية الجنسية المبكرة و التكامل الحسي و الرياضة و التفاعل الاجتماعي دورا مهما في ادراك صورة الجسد وتعلم أساسيات الاستقلالية المبكرة و الاهتمام به و محاولة الوصول به الى “التصالح مع جسده “وتقبل اختلافه و ادراك هويتهالاضطرابيةو الاهتمام به .
- تقبل الهوية الجنسية : المراهق في وضعية اعاقة أو المشخص باضطراب طيف التوحد، عندما يكتشف جسده و يدركه و يكبر له الوعي بالإعاقة وحدودها التي تفرضها عليهم فغالبا نجد نمطين من المراهقين :
- النمط الأول : نمط يتجه نحو النكوص و استغلال الاعاقة لطلب الرعاية و العطف الزائد من الاخرين .
- النمط الثاني : وهو نمط متمرد ومعارض على جسده وأسرته و مجتمعه.
- العلاقة بالوالدين : غالبا ما نجد ان المراهق يريد تقليد الاب ، لكن أغلبية المشخصين باضطراب طيف التوحد ارتباطه الزائد يكون مع الام فقط ، و هذا الميول الزائد من الطرفين يجعل الام تعيش دورين (دور الام و دور ملبية الرغبات) فهي عندما تهتم كثيرا و تقوم بغسله بالحمام وهو في سن المراهقة و لعبها بأعضائه التناسلية بشكل عفوي قد يؤجج لديه الرغبة الجنسية تجاهها و يشتهيها كموضوع جنسي ، فبناء الهوية الجنسية السليمة تكون خارج مثلث المحارم الاوديبي : (البحث عن الموضع الجنسي خارج الجسد – البحث عن الموضوع الجنسي خارج المحارم – الممارسة الجنسية مرتبطة بالعضو التناسلي ) فعندما لا يتحقق ذلك عند المراهق المشخص بالتوحد فهو يعيش أزمة هوية جنسية، مما قد يؤدي الى الانحراف أو ممارسة العادة السرية بشكل علني و مرضي ، أو المثلية الجنسية او يعيش حياته فارغا و بدون جنس .
إن أزمة الهوية الجنسية للمراهقين المشخصين باضطرابطيف التوحد بتجربتهم الشخصية لتحديد الجنس الذي يشعرون به بالتناسب مع هويتهم الشخصية الحقيقية، قد يعاني من صعوبة في فهم وتقبل تقاليد المجتمع المتعلقة بالجنس والجندر، وقد يكونون معرضين لضغوط الثقافة والتوقعات الاجتماعية المحيطة بهم بشأن الجنس والهوية الجنسية.
في مجتمعنا المغربي هذه الظاهرة المخفية قد لا يحظى بمستوى كافٍ من الاهتمام و الوعي والفهم في المجتمع و الاسرة و المؤسسات التعليمية ، مما يمكن أن يزيد من تعقيدات وتحديات المراهقين المشخصين بطيف التوحد الذين يواجهون أزمة في هويتهم الجنسية.
- التربية الجنسية لاضطراب طيف التوحد (دراسة حالة ياسين) :
ياسين شاب مشخص باضطراب طيف التوحد و أحد تلامذتي بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين الملحقة الجهوية مراكش وهو شاب ميوله الكبير الى حفظ القران و السنة النبوية و طويل البنية ووسيم الهيئة و ابيض البشرة ، قالت لي أمه مرة : ” بدأ ابني في البلوغ في سن الثالثة عشرة ، لدیهالمھاراتاللفظية اللازمة للتعبير ، و لكن ليس لديه الوعي بالحدود الاجتماعية و الجنسية ، وأصبح الأمر واضحًا عندما كنا في السوق الاسبوعي في مدينة مراكش وكان ھناك شيء ما یزعجه عندما سألته قال لي “أنه أنف الجزرة” أي قضیبه كان یؤلمه، وأشار إلىسرواله (كانت أنف الجزرة -أي قضیبه- ھيالطریقة التي وصف بھا الانتصاب لدیه بالمصطلح الذي أمكنه الربط بینه وبین الانتصاب في فتلك الفترة اول مرة انتبه أن ابني بدأ يدخل فترة البلوغ و المراهقة وكانت قلقة من دخوله هذه الفترة الصعبة و ادراكها لصعوبتها ) ورغم أنه لم یكنلدیه أيمعرفة أو توجیه بشأن الاستمناء (العادة السرية) ، إلا أنهیعرف ما الذي یشعر بهجیدًا وقد فھمه ، ومن تم عملنا على تكوين في التربية الجنسية و استخدمنا إعادة التوجیه أو الإلھاء عند الضرورة وتعلیماتبسیطة حول كونالنشاط الذي یمارسه لا بأس به عندما یكون على انفراد (في غرفة نومه الخاصة ) و الاستثمار في التحليل السلوكي التطبيقي ABA الذي ساعدنا على ضبط السلوك الجنسي و تأطيره و أيضا أنشطة الرياضة الخاصة لاضطراب طيف التوحد ، ولكنلیس في مناطق أخرى من المنزل أو المجتمع (المسجد ، أو المدرسة، أو مراكزالتسوق، وما إلى ذلك). وحتى الآن، وافق على ذلك جیدًا، ولم نواجه مشكلة حقیقیة- ولكن، مرة أخرى، نحن ما زالنا في البدایة!
- التعامل مع المراهق المشخص باضطراب التوحد أثناء الاستثارة الجنسية:
15- استخدام القصة حول الاستحمام كوسيلة مساعدة مرئية وكبطاقات فردية للتشجيع على النظافة و تدبير العادة الشهرية للإناث :
الصور المرئية قد تساعد المشخصين باضطراب طيف التوحد على فهم و تدبير اساسيات النظافة الذاتية خصوصا المشخص بالتوحد غير ناطق او الشديد ، ومحاولة تعليمه روتين ونظام محدد يتبعه في الاغتسال مع المعززات المفضلة .
- إدارة وتدبير العادة الشهرية لدى الفتاة المشخصة بطيف التوحد يمكن أن تتطلب تقديم دعم إضافي لصعوبة المرحلة اكثر من الشاب لما تعرفه هذه الفتاة من خصوصيات و صعوبة ويجب وضع برنامج ممنهج وتوجيه سليم للأسرة و خصوصا الام لتحقيق الراحة والرفاهية الشخصية للمرهقة دون خوف أو ارتباك .
- و يمكن الاستعانة بهذه العمليات الممنهجة لإدارة و تدبير العادة الشهرية للمراهقة المشخصة باضطراب طيف التوحد :
- الحاجة النفسية للدعم العاطفي للفتاة خلال هذه الفترة من العادة الشهرية لأنها جد معقدة و مرهقة عاطفيًا و هرمونيا للعديد من الفتيات بصفة عامة و خاصة من هن في وضعية اعاقة و اضطراب طيف التوحد ، و يمكن لمقدمي الدعم سواء المربية او الاسرة ان يكون الدعم العاطفي والتشجيع على التحدث عن المشاعر والمخاوف المرتبطة بالعادة الشهرية أن يساعد في تخفيف الضغط النفس وادراكه ، او من لهن صعوبة الادراك و التواصل الاشتغال على الصور المصورة و تعليم النظافة المبكرة .
- الحاجة الى وسائل التعلم الاساسية في هذه المرحلة : على المربية او الاسرة مساعدة المراهقة المشخصة بالتوحد تقديم معلومات عن العادة الشهرية للفتاة بأي طريقة قصص او صور او بالتحدث عن الامر او بالتقليد ، مثل الكتب أو الفيديوهات التعليمية التي تشرح الجسم والعملية البيولوجية للعادة الشهرية بطريقة بسيطة وسهلة الفه وادراك الفتاة .
- وضع جدول زمني كما في الصورة اعلاه حول فترات العادة الشهرية : قد تستفيد الفتيات المشخصات بطيف التوحدمن وجود جدول زمني أو روتين يومي يساعدهم في تنظيم أنشطتهم خلال فترة العادة الشهرية، ويشمل ذلك وقتًا للراحة والاسترخاء و يساعدهم على ضبط ايقاع العادة الشهرية وتوقعها و تكون الام و المربية على دراية بفترة عادتها و محاولة التوجيه الدائم لها خلال هذه الفترة و يمكن سحب الجدول كلما استطاعت الفتاة التعبير عن حالاتها النفسية و العادة الشهرية ، اضافة الى طريقة النظافة و استعمال الفوطة بشكل صحيح .
- عمل كبير من المتخصص و الام على تقوية الاستقلالية: يجب تشجيع الفتاة المشخصة بطيف التوحد على تطوير مهارات الاستقلالية في إدارة العادة الشهرية بنفسها قدر الإمكان، وذلك بتقديم التوجيه والدعم اللازمين.
- الرياضة الخاصة و السباحة و الأنشطة الاجتماعية المفتوحة جد مناسبة لتدبير الحياة الانفعالية و الجنسية للفتاة المشخصة باضطراب طيف التوحد.
- بالنسبة للزواج الامر جد معقد و يحتاج الى دراسات اعمق ومجتمع متفهم ودامج و يدرك معنى الاختلاف و التقبل .
- خاتمة :
في مرحلة البلوغ، یشعرالمشخصون باضطراب طيف التوحد بمشاعر مختلفة وبطریقة أكثر شدة من تلك التي اعتادوا علیھا في طفولتهم ، ویعنيھذاأنھم قد یحتاجون إلى المزید من الإستراتیجیاتالتريوية المتخصصة و النفسية الاجتماعية و الرياضية المتخصصة ، أو ربما إستراتیجیات مختلفة لإدارة ھذه المرحلة النمائية ، لذلك، ما الذي یمكن للآباء القیامبھ لمساعدة أطفالھم ؟ عزيزي الاب و عزيزتي الام كلما بدأت مبكرًا ربحت الرهان ، قد تتضح الأشیاء الأفضل مستقبلا ، وحتى الأطفال الصغار یجدونطبیعیًا الأنشطة التي تساعدھم عندمایشعرون بالانزعاج ، یجب أن یكون الآباء على درایة بأنشطة أطفالھموكیفیة الوصول إلیھا خلال الأوقات الصعبة.
فمن الأسھلالوقایة من وقوع الأزمة أكثر من التعامل معھا عندما تحدث، ویعنيھذاتعدیل جدولك للتأكد من أنالضغط النفسي الذي یواجھه طفلك معقول، من المھم أن تعرض الأطفال لبعض الضغط النفسي، حتى یتمكنوا من تعلمكیفیة إدارته ولكن یجب أن یكون ذلك على مستوى معقول وتحقيق الاستقلالية .
استمر (ي) في العمل مع طفلك المشخص باضطراب طيف التوحد اليوم و الان ، انت وحدك(ي) من سيحمل هذه المسؤولية مع الاستعادنةبأخصائيين جيدين لإیجادإستراتیجیات من أجل المساعدة على تجنب حدوث أزمة، بالنسبة إلى الأطفالالقادرین على التواصل اللفظي ، یمكنك التحدث عن الأشیاء التي یمكنھمالقیامبھالتھدئةأنفسھم عندما یبدأون فيالشعور بالانزعاج، ویمكن أن تكون ھذهالأشیاء لعبة محشوة مفضلة أو الاستماع إلى الموسیقى أو قضاء وقتبمفردھم، أو رياضة خاصة منظمة في الزمن ، ویمكنھم أن یمنحوكم بعض الأفكار، بالنسبة إلى الأطفال غیرالقادرین على التواصل اللفظي، یحتاج الآباءإلى وضع قائمة بالأشیاءالمھدئةوإتاحتھا في وقت قصیر و الاستعانة بلصور المرئية و الفيوهات التعليمية و التكوين في التحليلي السلوكي التطبيقي ،شاركالإستراتیجیات مع المدرسة و مربية طفلك، على سبیل المثال، إذا كان طفلك یواجهوقتًا صعبًا في متجر البقالة، ففكر فيوظیفةیمكنهالقیامبھا (مثل دفع العربة)، أو نشاط ممتع (مثل لعبة فیدیو) أومكافأة للتطلع إلیھا (مثل القیام بنشاط ممتععندما تصل إلى المنزل)، عندما تفكر في ذلك مُسبقًا، یمكنكالتخطیط بشكل أفضل مما إذا كان طفلك المشخص باضطراب طيف التوحد یعانيمن أزمةالمرورالى المراهقة .
وأحبوا أبناؤكم كما هم وفي كل حال وكل الأحوال .
نوح رابي
مربي متخصص لأطفال التوحد
المركز الوطني محمد السادس للمعاقين – الملحقة الجهوية مراكش
AccreditedScientificReferences
- “Sexuality and GenderIdentity in AutisticIndividuals: A CriticalReview” by Sarah Cassidy, Simon Baron-Cohen, and Meng-Chuan Lai (2014).
- “Sexuality in Autism: Hypersexual and ParaphilicBehavior in Women and Men with High-FunctioningAutism Spectrum Disorder” by Amy E. P. Mahoney, David R. Donnellan, and Paul J. Peter (2014).
- “Adolescents with Asperger Syndrome and Perceptions of Friendship, Interests, and Concerns about Sexual Abuse” by Elizabeth A. Laugeson, Matthew S. Ellingsen, Paul J. Sanderson, and Fred Frankel (2007).
- “A Comparison of Social-EmotionalFunctioning of Adolescents with High FunctioningAutism and TypicallyDevelopingPeers: A Multi-MethodApproach” by Sarah Griffith, Connie A. Lillas, Cynthia R. Weiss, and Joyce L. Cocchiarella (2012).
- “SexualKnowledge and Victimisation in AdultswithAutism Spectrum Disorders” by K. Brown-Lavoie and J. R. Viecili (2013).
- “SexualBehavior in High-Functioning Male Adolescents and Young AdultswithAutism Spectrum Disorder” by M. S. Ellingsen, E. A. Laugeson, and F. J. Sanderson (2017).
- “Adolescents withAutism Spectrum Disorder: A Population at High Risk for Abuse and Neglect” by Christopher Lopata, Marcus L. Thomeer, and Susan M. Volker (2006).
- مصادر أخرى :
- صور من الانترنيت .
- تجربة ميدانية مهنية بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين الملحقة الجهوية – مراكش.
- كتابان للدكتور الجليل عبد العزيز العليوي ، صورة الجسم ،عالم التوحد ،المغرب.